لا وجود للفضاء،.. فما هو هذا السواد؟
by Mu7sin
Posted on January 1, 2019 at 12:00 PM
وجرت العادة على تسمية السواد الظاهر (حول الكرة الأرضية في الصور المنتشرة) باسم الفضاء
!ما هو الفضاء؟
كالعادة، أي كلمة تمر علينا، لا نسمح لها بالتسلل لأذهاننا، بل نفحصها وندرسها،.. ونخضعها للقُـرآن المحكم،. فإن وجدناها فيه فهو العلم، وإن لم نجدها في القُــرآن فليست بشيء،. واليوم نتحقق من الفضاء،. تسميةً ومعنىً،.
ــــــــــ الفضاء،...
الفضاء باختصار شديد يعني الــ لا شيء، بل يسميه بعضهم بالفراغ، أي لا شيء،. وجرت العادة على تسمية السواد الظاهر (حول الكرة الأرضية في الصور المنتشرة) باسم الفضاء،. حيث لا شيء فيها، لا "جاذبية"، ولا هواء، ولا غازات، ولا شيء، ما عدا تلك الاجرام البعيدة جداً كالقمر والشمس والنجوم والكواكب وبعض الشهب،. وكلها بزعمهم بعيدة جداً، وهذا عندهم لا ينفي كون السواد هذا يبقى تحت اسم الفراغ، أو الفضاء، ولكن هل هذا حق؟!
لا شك أن هذه البقعة السوداء فوقنا، المسماة بالفضاء هي منطقة حائلة بين السماوات والأرض،. ولكن هل يصح تسميتها بالفضاء؟ ماذا قال الله عن هذه التي بين السماوات والأرض؟! وهل هي فعلاً لا شيء؟ فراغ؟! فضاء؟!
قالَ اْللّٰه،. ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ((وَمَا بَيْنَهُمَا : إِلَّا بِالْحَقِّ)) وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ [الحجر 85]
فالله خلق السماوات وخلق الأرض ((وخلق ما بينهما))! فهو مخلوق وليس هبو،. الفضاء هبو! لا شيء! فراغ.
قالَ اْللّٰه،. ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ ((وَمَا بَيْنَهُمَا : بَاطِلًا)) ⇜ ذَٰلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا!! فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ﴾ [ص 27]
تكرر الأمر أن ما بين السماء والأرض خلقٌ من خلقِ الله،. وليس أمر باطل كالفضاء الباطل،. من قال أنه فضاء فقد ظن،. ﴿وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا..﴾ [يونس 36]،. ليس مجرد ظن فقط، إنما ظن الذين كفروا كما قال ربنا، فويلٌ لهم من النار،.
اللّه، حين يخلق خلقاً ما، يخلقه لغرض وسبب وغاية، لا يعبث ربنا، ولم يخلق شيئاً للّعب والباطل،. قالَ اْللّٰه ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ ((وَمَا بَيْنَهُمَا : لَاعِبِينَ))﴾ [اﻷنبياء 16]
هذا الذي بين السماوات والأرض خلقه الله بالحق،. فلا تكن كــ ناسا وأتباعها،. هؤلاء ممن،. ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ((وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا : بِالْحَقِّ؟)) وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ﴾ [الروم 7 ــ 8]،. فبعد أن عاب على علمهم الظاهر بالدنيا، قال أولم يتفكروا؟! وذكر السماوات والأرض وما بينهما،. فمن العلم معرفة ما بينهما،.
فلا تقل فضاء،. ولا تقل فراغ، هذه مهزلة وهذا تصغير من شأن الله الذي ما خلق ((ما بين السماء والأرض)) إلا بالحق،،.
فكما أن الله خلق السماوات والأرض، فقد خلق ما كذلك (ما بينهما)،. فــ (ما بينهما) خلقٌ من خلقه،. مهما كان ذلك الخلق، ولو كان هواءً وريحاً،. وفي الحقيقة حين يقولون فضاء، فهم يعنون أن تلك المنطقة فارغة من الهواء والرياح!! مكانٌ خالٍ من كل شيء! أي : لا شيء، ويسمونه VACUUM أي مفروغ، مضغوط، مشفوط، لا شيء فيه، ثم يزعمون أنهم استطاعوا الوصول لهذا الفراغ! والتنقل فيه!،.
قالَ اْللّٰه،. ﴿..وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ((وَمَا بَيْنَهُمَا)) وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾ [المائدة 18]،. ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ((وَمَا بَيْنَهُمَا)) وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ﴾ [طه 6]،. ﴿وَتَبَارَكَ الَّذِي ((لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)) وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [الزخرف 85]،. هل هذا يعني أنه يملك الفراغ؟ أي يملك اللا شيء؟!
﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ((وَمَا بَيْنَهُمَا)) وَرَبُّ الْمَشَارِقِ﴾ [الصافات 5]،. هل هذا يعني أنه رب الفراغ؟ أي رب لا شيء؟!
﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ((وَمَا بَيْنَهُمَا)) فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ﴾ [ق 38]،. فهل هذا يعني أنه خلق الفراغ، اللاشيء؟!
ــــ تجربة الفضاء،.
ولنتحقق من هذا بتجربة علمية، نشاهد تأثيرات الفراغ أو الفضاء على إي شيء قد يكون فيه، لو أُزيل الهواء أو الريح وأصبحنا في فضاوة وفراغ؟ ما الذي سيحدث؟! شاهد المقطع المرفق أو هذا الرابط.
http://youtu.be/tzFzUBrADdo
نستنتج من التجربة :
ــ في الفضاء (الفراغ)، لا تأثير للرياح، بل لا رياح.
ــ في الفضاء (الفراغ)، لا شحنات كهربائية، فلا تستطيع الكهرباء تشغيل الأنوار.
ــ في الفضاء (الفراغ)، لا ينتقل الصوت.
ــ في الفضاء (الفراغ)، كل شيء ينكمش وينضغط وينحسر على نفسه.
ــ في الفضاء يخرج ما في الماء من غازات،.
ــ وطبعا في الفضاء لا رياح ولا هواء، فلا نفَسَ ولا حياة.
ــ الطائرة تدفع الهواء خلفها فتسير، الغواصة تدفع الماء خلفها فتسير، أما في الفضاء، ما الذي يدفعه المكوك الفضائي ليسير ويتقدم؟،.
السؤال الآن :- لو كان هناك فضاء حقاً، فكيف يعيش رائد الفضاء؟! وكيف تعمل الاقمار الاصطناعية في الفراغ؟ وكيف تتحرك، وكيف تعمل الاجهزة فيها؟! وكيف تسير محطة الفضاء الدولية في الفضاء؟؟ واسئلة أخرى كثيرة!!
أمازلت تظن أن الشمس في فراغ؟! والنجوم والكواكب تشع في هذا الفضاء؟؟ بل ما نراه كل يوم وليلة في السماء، يثبت أنه لا وجود لشيء اسمه : فضاء،. قالَ اْللّٰه،. ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ((وَمَا بَيْنَهُمَا : إِلَّا بِالْحَقِّ)) وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ [الحجر 85]
لو قال قائل ما هذا السواد الحالك فوق "الغلاف الجوي"؟! فنجيبه بعلم من الكتاب، من القُــرآن وليس بالظن والخرص،.
هذا السواد هو "الليل" المظلم، هو سواد الليل الذي تجده كل ليلة،. وإليك البينات،.
ــــــــــــ سبب الظلمة فوق النهار؟!
لماذا حين نرتفع للطبقات العليا من الجو نهاراً تسْودّ السماء وتظلم؟! مع أن الشمس موجودة؟! لماذا حين تقرب الكاميرات منظر القمر نهاراً، يسوَدّ ما حولها،. هل هذا السواد بداية الفضاء؟
ــ ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ((يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا))؛ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [اﻷعراف 54]،.
يغشي، أي يغطيه من فوقه،.
ــ الليل ((يغشي)) النهار!!،. ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ((وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا)) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا﴾ [الشمس 1 ــ 5]
هاء الضمير في كلمة يغشاها قد تعود على الشمس، وقد تعود على النهار،. لكن الآيات الأخرى تبين أن الليل يغشي النهار وهذا الأصوب،. ما معنى يغشي؟!
الغشاء الغطاء الساتر الحاجز الحاجب،.
أغشاه غطاه وستره،.
أُغشِيَ عليه تغطى وعيه،.
غشه الغشاش ستر عليه الحق وغطاه،.
ويقال تغشَّى الرجل زوجه أي جامعها،. ﴿هُوَ ٱلَّذِی خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسࣲ وَ ٰحِدَةࣲ وَجَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا لِیَسۡكُنَ إِلَیۡهَا ((فَلَمَّا تَغَشَّىٰهَا حَمَلَتۡ)) حَمۡلًا خَفِیفࣰا فَمَرَّتۡ بِه..﴾ [اﻷعراف 189]
والغشي دائما يكون فوق المغشى عليه،. قال الله،. ﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ ((يَغْشَاهُ)) مَوْجٌ مِنْ ((فَوْقِه))ِ مَوْجٌ مِنْ ((فَوْقِهِ)) سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ ((بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ))....﴾ [النور 40]،.
ومما يدل أن ((الإغشاء يكون من فوق دائماً)) قول الله،. ﴿لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ ((وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ)) وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ﴾ [اﻷعراف 41]،. وقوله،. ﴿یَوۡمَ ((یَغۡشَىٰهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِن فَوۡقِهِمۡ)) وَمِن تَحۡتِ أَرۡجُلِهِمۡ وَیَقُولُ ذُوقُوا۟ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ [العنكبوت 55]
وقوله،. ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ ((تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ يَغْشَى)) النَّاسَ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الدخان 10 ــ 11]،. ﴿ثُمَّ ((أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَىٰ)) طَائِفَةً مِنْكُمْ..﴾ [آل عمران 154]
فقال الله،. ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ﴾ [الليل 1]،. يغطيها من فوقها،. فتفهم أن النهار تحت، والليل فوقه،. فإن جئت ترتفع في النهار لتصل للأعلى،. فأنت حقيقةً تقترب من الليل، فهو يغشى النهار ويعلوه ويستره ويغطيه من فوقه،. فيصبح النهار كالفقاعة داخل الليل تدور فوق الأرض،. الليل يغشاها من كل جانب،. ولهذا قال الله،. ﴿يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ((يَطْلُبُهُ حَثِيثًا))..﴾ [اﻷعراف 54]،.
ومما يدل على أن الليل فوق النهار تجارب الهواة، يطلقون الصواريخ فنشاهدها حين ترتفع يحل عليها ظلامٌ كظلام الليل (والشمس ساطعة مشرقة، ولكن حولها ظلمة)، ثم تعود وتنزل فتدخل النهار مرة أخرى فالنهار تحت الليل،.
وكذلك الكاميرات التي تصور القمر في عز النهار، حين تقرّب العدسة تدخل في ليلٍ دامس وترى القمر حوله ليلٌ مظلم، بينما الوقت على الأرض حينها يكون نهاراً،. كما في هذا الرابط،.
https://youtu.be/mfshAzV0FN4
ومعلومٌ أن درجة الحرارة في الليل تنخفض أقل من النهار، فلهذا تحس ببرودة الجو أكثر كلما ارتفعت،.
إن ارتفعت في النهار فأنت حقيقةً تقترب من الشمس ولكن الحرارة تنخفض، لماذا؟، السبب هو الليل (وثبت بالتجربة أن ضوء القمر يبرد الاجسام، ولو أدخلت هذا الجسم في ظلٍ من نور القمر سيسخن)،.
فالليل يحيط بالنهار من كل جهة،. من أطرافها ومن أعلاها، فهي فعلياً أوسع وأكبر من النهار،. لهذا تجد الله دائماً يذكر الظلمة بالجمع، بينما يذكر النور دائماً بالمفرد،. ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ﴾ [فاطر 19 ــ 21]
﴿..أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ ((الظُّلُمَاتِ)) إِلَى ((النُّورِ))...﴾ [إبراهيم 5]
﴿..لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ ((الظُّلُمَاتِ)) إِلَى ((النُّورِ))..﴾ [اﻷحزاب 43]
﴿..لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ ((الظُّلُمَاتِ)) إِلَى ((النُّورِ))...﴾ [الطلاق 11]
الله خلقنا في الظلمة ابتداءً، ثم خلق النور لنهتدي به،.
فلا وجود للفراغ في خلق الله، لا عبث ولا فضاء ولعب، بل هذا الليل يغشي النهار، ولا تقل هذا الظلام والسواد هو الفضاء بل هذا الليل فوق النهار، يغطيه،. ولا وجود لفضاء وفراغ بين السماوات والأرض،.
نسأل الله أن يجعلنا من عباده ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي ((خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ،. رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا)) سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران 191]،.